الكرامة نيوز المحويت
أحاديث أهل البيت شبهات وردود
جمع واعداد
خالد محمد شويل
بعد أن وضحنا في الموضوع السابق الذي حمل عنوان أيات الأهل والآل شبهات وردود الردود على شبهات الرافضة ومن شابههم سأقوم في هذا الموضوع بتوضيح الردود على شبهات الرافضة في أحاديث اهل البيت فمن التساؤلات التي قد يطرحها الروافض حول الأحاديث الوارد فيها مصطلح أهل البيت السؤال التالي :
لوا سلمنا أن الأهل غير الآل فان هذا لا ينفي أفضليه أهل البيت النبوي وعصمتهم , وان الولاية فيهم خصوصا وان الأحاديث فيها ما يدل على ذلك ؟
والجواب على هذا الادعاء يتمثل في القول بان احد لم ينكر فضل أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام , ولكن الإنكار فيما يدعيه الروافض من العصمة لأهل البيت النبوي, ورفع الرجس عنهم
وحتى يتضح الأمر سوف نقوم بشرح الأحاديث وتوضح خطاء ما يدعيه الروافض ونبين بطلان الاستدلال بهاء على عقيدتهم وذلك على النحو الاتي :-
الحديث الاول حديث (إني تارك فيكم الثقلين)..([1])
فيزعمون أن الرسول أمر في هذا الحديث بالتمسك بأهل البيت. بينما السياق يفرق بين التمسك بالثقل الأول وهو القرآن وبين اتقاء الله في أهل البيت وعدم اتخاذهم غرضا. وقد اتخذهم الشيعة وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل فيأمرون العوام بأداء خمس أموالهم باسم أهل البيت. وهددوهم وتوعدوهم بعدم قبول أعمالهم إن لم يؤذوا لهم الخمس. ولضمان استدامة ضخ هذا المصدر ولئلا تكون اجتماعاتهم علمية قد يواجهون فيها أسئلة المتسائلين جعلوا مواضيع مجالسهم تارة في البكاء على الظلم الذي تعرض له أهل البيت بزعمهم وتارة بإطرائهم والغلو فيهم حتى التأليه والتقديس.
والتزموا استعداء أصحاب النبي ( وأزواجه: عائشة
وحفصة رضي الله عنهما.
وبهذا لا يعود لهم أي مستمسك في الحديث, لأن الحديث يفيد التحذير من اتخاذ أهل البيت غرضا لتحقيق المكاسب والمآرب الدنيوية. وأما الطعن في البعض الآخر من أهل البيت فالمراد منه إثارة العامة وتثبيت الحقد عندهم بما يحقق تعصبهم للباطل ورد الحق......([2])
والخلاصة : بأن هذا الحديث فيه وصيتان الأولى مستقلة عن الثانية تماما
فالوصية الأولى :
هي التمسك بكتاب الله و الأخذ بما فيه وهذا يتضح من قوله عليه الصلاة والسلام فيه هدى ونور فخذو به
والوصية الثانية :
هي وصيه النبي عليه الصلاة والسلام , بأهل بيته وهي وصيه مستقلة تمما عن الأولى , فقوله: وأهل بيتي لا يدل على مساواتهم بالقران ,أو التمسك بهم, ولكنة يدل على وصيه النبي بأهل بيته كما يوصي أي شخص بأهله , وفيها دلاله على أمر من النبي للمسلمين بأن يهتموا بأهل بيته خصوصا وانه يعلم ما سيفعل بهم من الإيذاء من قبل بعض المسلمين الزائقين , وما سيفعله البعض الأخر من التعظيم والتقديس .
الحديث الثاني حديث الكساء ......([3])
ومما يستدل به الروافض حديث الكساء حيث يستدلون به على عصمه أهل بيت النبي وكذلك على إخراج نساء النبي من أهل بيته حيث يقولون إن النبي قد حصر أهل بيته بالأربعة فقط
ونحن لا ندري ما علاقة هذا الحديث بإخراج أمهات المؤمنين من الآية ولوا تأملنا في الحديث لوجدنا أن غاية ما فيه إدخال مجموعة من أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم الذين لم يكونوا يسكنون في بيته في حكم الآية , وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم أو إخراج غيرهم منه , إذ ليس من شرط دخول هؤلاء خروج أولئك , ورحمة الله وسعت كل شيء ,فلن تضيق بأحد من أجل أحد , إن قول القائل مشيراً إلى أربعة من أصدقائه ((إن هؤلاء هم أصدقائي)) لا يعني قصر الصداقة عليهم , ولو كان لأحدهم عشرة إخوة فأشار إلى ثلاثة منهم كانوا معه فقال معرفاً بهم: ((إن هؤلاء إخوتي )) لم يدل قوله بلفظه هذا على عدم وجود إخوة آخرين له إلا إذا لم يكن له في الواقع غيرهم , فالقرينة التي تحدد معنى اللفظ سعة وضيقاً هي واقع الأمر ذاته , أما اللفظ لغة فلا ينفي ولا يثبت ,و ((أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم))في الواقع كثيرون فبأي حجة نقتصر باللفظ على بعضهم دون بعض ؟ !.
وهذا يرد في القرآن كثيراً كقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}(1)التوبة:36 , أي ذلك من الدين القيم وليس الدين القيم مقصوراً على عدة الشهور وكون أربعة منها حرماً فقط.
كذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((هؤلاء أهل بيتي )) أي من أهل بيتي.
وإذا كان هذا اللفظ يمنع دخول أحد من بيت النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء الأربعة فكيف أدخلوا تسعة آخرين معهم لم يكونوا موجودين أصلاً عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم قوله ودعا دعاءه ؟ !
فإن قالوا :لوجود أدلة على ذلك قلنا: الأدلة كلها تدل على أن أزواجه هن خصوص أهل بيته مع أن الأدلة التي احتجوا بها لإدخال أولئك التسعة ليس فيها دليل واحد من القرآن وإنما هي روايات صاغوها وأحاديث وضعوها ليس إلا.
ونحن زيادة على ذلك نقول: لو تمعنت في الأمر قليلاً لو جدت الحديث حجة لنا لا علينا , إذ هو قرينة واضحة على أن المقصود بالآية أزواجه فلو كانت نازلة بخصوص أصحاب الكساء لما كان لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم معنى فما الداعي له والأمر محسوم من الأساس بدون دعائه ؟ ! وإذن دعاء النبي طلب من الله أن يشمل بكرامته من دعالهم شفقة منه أن لا يكون حكم الآية عاماً لأنه نزل في معرض الخطاب لأزواجه ,ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع بدخولهم في حكمها أو كان مطمئناً إلى ذلك لما دعا لهم........([4])
هذا بالإضافة إلى أن النبي قد قال لام سلمه في الحديث عندما طلبت من أن تكون معهم تحت الكساء أنت من أهل بيتي أنت على خير وهذا خير دليل على أن نساء النبي يدخلن في أهل بيته .
أما حول ما يدعيه الروافض من عصمه أهل البيت النبوي فقد وضحنا عند شرح إيه التطير في القران الكريم ولوا سلمنا بوجود هذه العصمة فمن العدل أن تشمل جميع أهل البيت النبوي ولا تقتصر على أربعة فقط.
ومن خلال ما سبق نجد أن حديث الكساء لا يدل إطلاقا على حصر اهل البيت في الأربعة فقط .
وهنا قد يثير احد الروافض ومن يقولون أن أهل البيت النبوي محصورين بالأربعة أًصحاب الكساء السؤال التالي :-
إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يقصد بضم الأربعة تحت الكساء حصر أهل البيت النبوي بهم فلماذا لم يضم زوجته ام سلمة معهم ؟
والجواب على النحو التالي :- لقد أقتصر النبي في ضم الحسن والحسين وفاطمة وعلي رضي الله عنهم تحت كساءه ولم يضم اليهم زوجته أم سلمة لواحد من الأسباب الآتية :-
أ- لأن الآية نزلت أصلا في نساءه امهات المؤمنين هذا ثم أن النبي قد قال لأم سلمه عندما طلبت منه أن يضمها اليه تحت الكساء انت من أهلي أنت على خير .
ب- لأن الكساء لا يتسع لأكثر من الأربعة ولوا أضاف النبي أم سلمه إليه لحدث ازدحام وبالذات أن علي رضي الله عنه ليس بمحرم لأم سلمه زوجه النبي فلا يعقل أن يضمها النبي مع علي تحت كساء واحد وهو ليس محرم لها .
الحديث الثالث حديث أهل بيتي كسفينة نوح .([5] )
وهذا الحديث يحتج به الروافض في القول إن التمسك بأهل البيت النبوي سبب في النجاة فهم مثل سفينة نوح .
والحقيقة إن الاستدلال بهذا الحديث بهذه الصورة يعكس مدى العناد عند هولا حيث وأن دلالة الحديث تصب في مصب يخالف ما يدعيه هؤلاء , وبالذات أن النبي قال فيه: ((أهل بيتي كسفينة نوح )) ولم يقل ((أهل بيتي سفينة نوح))
ولو قيل :ما الفرق؟
لكان الجواب :
إن النبي قد شبه أهل بيته بسفيه نوح , فالمشبه هم أهل البيت والمشبه به هي سفينة نوح ولوا رجعنا إلي المشبه به لوجدنا أن سفينة نوح كانت وسيله للنجاة من الغرق والعذاب ولكن من الذي نجا فيها الكل يعلم أن من نجوا فيها هم أتباع نوح وكان ابنه من الهالكين ولم ينجوا في السفينة
وبذلك : يصبح معنى الحديث واضح وضوح الشمس لان النبي قد شبه أهل بيته بسفينة نوح الذي لا يركب فيها إلا المؤمن وكذلك :أهل البيت النبوي لا يدخل فيه إلى المؤمن ولا ينسب إليه من كان من قرابة النبي وليس بمؤمن هذا من جهة ومن جهة أخرى فان النبي يقصد بتشبيه أهل بيته بسفينة نوح تحذير قرابته من أن يركنوا إلى هذا النسب في انجلائهم من العذاب لأنه كسفينة نوح لم ينجوا فيها ولد نوح لأنه من أهله وكان النبي يخاطب قرابته قائلا لا تركنوا على انتمائكم لبيتي في نجاتكم من العذاب لأنه كسفينة نوح لم ينجوا فيها إلى المؤمن وهذا ما يدل عليه الحديث الذي قال فيه النبي لقرابته (يا بنوا هاشم اعملوا فلن اغني عنكم من الله شيء يأبني عبد المطلب اعملوا فلن اغني عنكم من الله شيء .....) .
هذا بالإضافة إلى أمر أخر وفيه رد على كل طاعن في أمهات المؤمنين وهذا الرد يتبين من خلال أن البيت النبوي كسفينة نوح لا يركب فيها إلا المؤمن , وبيت النبي كذلك لا ينبغي أن ينسب إليه إلى المؤمن .
وعليه : فان المعنى للحديث بهذه الصورة فيه رد على الطاعنين في نساء النبي وكان النبي يقول إن نسائي قد أصبحن من أهل بيتي وأهل بيتي لا يقبل إلى التقي مثل سفينة نوح لم تقبل إلا المؤمن (فهن) أي نسائي عفيفات طاهرات فلوا كن غير ذالك لما قدر الله أن يكن نساء لي وهذا يتوافق مع قول الله( الطيبات للطيبين )
وبذلك : يمكن القول إن هذا الحديث يحتمل معنيان هما :-
أ- خطاب من النبي إلى كل قرابته بالنسب يبين لهم أن قرابتهم منه وانتسابهم إليه لن تنجيهم من دون عمل وإيمان كسفينة نوح لم تحي إلا من كان مؤمن وان ما سينجيكم هو الإيمان فقط وليس النسب فلا تركنوا إليه
ب- خطاب من النبي إلى الطاعنين في أهله وزوجاته قائلا لهم إن أزواجي عفيفات لان بيتي لا يقبل إلا التقي مثله كمثل سفينة نوح ركب عليها المؤمن وكذلك من تزوجتها لان تكون إلى طاهر وعفيفة .
وبذلك : يتضح بطلان ما يدعيه الروافض من أن أهل البيت النبوي وسيله للنجاة ومن الطعن في أمهات المؤمنين .
الحديث الرابع حديث سلمان منا أهل البيت .([6])
وهذا الحديث قد يثير التساؤل التالي :
ذكرت سابقا ان اهل تعني القرابة للنسب فكيف تفسر هذا الحديث وقول النبي انه من أهل البيت مع انه فارسي ؟
والجواب / هذا الحديث ورد بعدة روايات فقيل انه كان يوم
المؤاخاة بين الهاجرين والأنصار وقيل انه كان يوم حفر الخندق
..وقد ضعف علماء الحديث هذا الحديث ولوا سلمنا بصحته فان معناه واضح وجلي وقبل أن نبين المعنى نشير إلى أن بعض العلماء قد فسروا الحديث بأنه كان يوم الخندق حين أراد كلا من المهاجرين والأنصار أن يكون سلمان معهم في الحفر فقال النبي سلمان منا أهل البيت أي معنا في الحفر وهذا التفسير قد يكون غير صحيح وهذا يتجلى من خلال أمرين هما :-
أ- قول النبي منا يدل على الانتماء ولوا كان يدل على المشاركة لكان الفظ المستخدم هو معنا .
ب- الخطاب كان موجها إلى جميع المسلمين ولم يكن موجه إلى بني هاشم .
والآن: قد يثار السؤال التالي :
قلت أن منا يدل على الانتماء , فكيف ينتمي سلمان إلى البيت النبوي وليس له أي علاقة نسب ؟
والجواب : ومن قال إن البيت الذي قصده النبي هو البيت النبوي ولوا قيل ما هو البيت إذا ؟ أقول ( حيث أن الخطاب كان موجة إلى جميع المسلمين فان البيت الذي قصده النبي هو بيت الله الحرام الذي ينسب إليه المسلمين لتوجههم إليه وقد سبق وان ذكرنا إن أهل إذا أضيفت إلى البيت الحرام قبل الإسلام فيقصد بهم العرب الذين يحجون إليه ) أي أن العرب كانوا هم أهل البيت الحرام , ولم يكن بنسب إليه غيرهم من العجم , أما بعد الإسلام فان المسلمين هم من نسبوا إليه لتوجهم إليه في الصلاة .
وبذلك : فان صح رفع الحديث الى النبي علية الصلاة والسلام فان النبي قد قصد أن سلمان أصبح بإسلامه من أهل البيت الحرام لان البيت الحرام بعد الإسلام لم يعد مقتصرا غلى العرب ولكن أصبح ينسب إليه كل مسلم وان لم يكن عربيا فسلمان من أهل البيت الحرام وإن لم يكن عربيا فبيت الله الحرام أصبح حقا لكل مسلم وان لم يكن عربيا . إذن : فالبنوة بالنسبة للأنبياء هي بنوة أتباع ، لا بنوة نَسَب
ومن خلال ما سبق يمكن القول ان استدلال الرافضة ومن على شاكلتهم بالاحاديث التي وردت في فضائل اهل البيت لاثبات عقائد الرافضة ما هو الا تدليس وتحريف لمعاني النصوص ان لم نقل انه جهل بمفرداتها ودلالاتها
وساقوم في الموضوع القادم بالحديث عن الاحاديث الوارد فيها مصطلح الالالمراجع والمصادر
[1] -الحديث له عدة روايات منها رواية زيد بن ارقم في صحيح مسلم والتي ذكرناها سابقا
[2] أحاديث يحتج بها الروافض
[3] -وهذا الحديث له عدة روايات منها رواية ا م سلمة في صحيح مسلم وقد اشرنا إليه سابقا
[4] اية التطهير وعلاقتها بالرجس على المكتبة الشاملة
[5]- منكر // أخرجه البزار والطبراني من حديث أبي ذر وابن عباس وأبي سعيد وعبد الله بن الزبير بأسانيد ضعيف
[6] - قال الألباني « ضعيف جدا» (سلسلة الضعيفة3704).
وقد ورد من عدة طرق:
الأولى: من حديث عمرو بن عوف. فيها كثير بن عبد الله المزني. متروك. قال الذهبي «رواه، وقال أبو داود: كذاب» (سير أعلام النبلاء1/540).
الثانية: من حديث أنس. وفيه سعد بن طريف المعروف بسعد الاسكاف. قال الحافظ « متروك ورماه ابن حبان بالوضع وكان رافضيا» (تقريب التهذيب).
الثالثة: من طريق الحسين بن علي، وفيها النضر بن حميد. وهو متروك.
الرابعة: من حديث زيد بن أبي أوفى. ورواته مجاهيل. « فيرويه محمد بن إسماعيل بن مرداتي عن أبيه إسماعيل: حدثني سعد بن شرحبيل.. وهذا إسناد مظلم لم أعرف أحدا من رجاله.. نعم قد صح الحديث موقوفا على علي رضي الله عنه من طرق عنه» (سلسلة الضعيفة3704).
ليست هناك تعليقات: